حبٌ وصبرٌ عظيم

من طرف **رحاب الشام** الإثنين أبريل 22, 2013 11:37 pm

رجل كادح طيب فقير
له زوجة فاتنة على قسوة الحياة معه تُعين
و لديهم أطفال يانعين
ناداه واجب إعالتهم في الخارج
فـ ذهب لـ يؤمن عيشة تسترهم
في دنياهم كل السنين
غاب أيام كثيرة في كد وتعب لايستكين
وعندما وجد أنه اكتفى
وطافت بين يديه الثروة والغنى ملايين
قرر العودة حاملا في جعبته
المال والجاه وفي قلبه الشوق والحنين
وعلى مشارف المدينة وصله خبر
أن زوجته قد أصابها مرض في غيابه
وتشوه وجهها الجميل
اغرورقت عيناه من الدمع وصار حزين
فـ قال له من أحد الناصحين
انها باتت لا تليق بـك ياسيد الميسورين
اترك عنك ماأصابها لها رب العالمين
وعيش حياتك في لذة المتنعمين
كلمة من هنا ولمزة من هناك
عرضوا عليه الجميلات الحِسان
لكنه لم يهتم بـ مزاد الجاهلين
وتذكر الذي جمعه وزوجته أيام زمان
حيث كانت مشاعرهم من داخل الروح
" حب من نوع السمو الرفيع "
فكر كيف سـ يقابلها وهي بـ تلك الحال
لن ينسى فضلها بـ تربية أولاده
الذين كانوا من الاذكياء الموهوبين
ولن ينسى صبرها وتخفيفها عنه
أيام لم يكن في جيبه ثمن عشاء قليل
خاف ان يجرح احساسها حين يلقاها
فـ مازال ضميره وبصيرته لـ الله خاشعين
فـ ادعى أنه فقد بصره
اثناء وقوعه على حجر تعثر به في الطريق
وجر نفسه متكئاً على عكاز غصن
الى أن وصل باب بيته ونادى
أين أحبابي الذين اشتقتهم كثير
فـ كان لقاءا شاعريا
لم يتفوه الاثنان بما حل بهما
هي كـ أنها مازالت محتفظة بـ جمالها
وهو كـ أنه مازال يراها قمره المضيء
رآها بـ عين قلبه زوجته التي أحبها
لـ درجة أنه تجنب جرح مشاعرها
حين تخجل مما صارت اليه بـ لا ذنب منها
صبرَ كما هي صبرت حين تحملت بعده الطويل

حرف
زوجان أحبا بـ صدق وتصرفا بـ مسؤولية
فـ حافظوا على أسرتهم بـ تضحية لاأنانية
لا كـ زمن يدعي معاصروه
أن الرجل طفل كبير
ان أحس بـ بعض الاهمال أوالتقصير
أو اختلاف في وجهة النظر والتفكير
يجب ان يترك المسؤولية
ويبحث خارج بيته عن راحته ومتعته
حتى لو من الطرقات التقط غانيه
صبرااا أيـا رجـــل ,, وتريث
واستوصي خيراُ في القوارير
زمنك لايمنحك
مسوغ الهرب من واجباتك الأُسرية
كي تستمتع بـ وقتك
وتنعم بـ ملذاتك حيث تريد
امنح زوجتك فرصة وفرص وكُن حكيم
وان استحال الوضع بما يرضى الله
و كان لايمكن أبداً التغيير
فارقها بـ معروف واحسان الكريم
ولاتكن من الظالمين المتجبرين
تحرمها حقوقها تزويراُ مع أردى المحاميين
وترميها مكسورة الخاطر بـ لا مُعين
اجعل المودة والرحمة في قلبك تبقى
واهتم بـ اطفالك ان افترقتكم
حتى لا يكونوا متشردين منحرفين

انهاا قصة حب وصبر عظيم
قد لا تتكرر في هذا الزمن الأناني الأليم
( استوحيتها من عكس مشاهداتي أثناء عملي
في ديوان قصر العدل بـ دمشقي منذ بضع سنين )

9 /12 /2012

لاأُسامح أمام الله يوم القيامة
من ينقل من همسي حرف
ويسجله بـ اسمه دون ذكر المصدر