حبّ وموعدٌ و مدير عام

من طرف **رحاب الشام** الإثنين أبريل 22, 2013 11:23 pm

صدفة وفي مكان ما
شاء القدر لقاء لم يكن على بالها
إنها سـ تقابل المدير العام ..
مممم واو أنا مدعوة لـ الغداء معه
وقريبا مني سـ أراه واحدثه
سمعت دقات قلبها تقول
أن روحه لبت النداء
يااالله كيف تُصدق أنه حان الان مَوعد
إطلاقِ سراح جنونها و أشواقها وهيامها
وهي التي حاولت سابقا أن تتوهم
بـ انها تستطيع الخلاص من مشاعرها نحوه
فـ كانت تكتشف كلما قررت الفرار
إزدياد تعلقها بـ عشقه وغرقها بـ حبه
وخاصة حين تسمع صوته الرنان
عندما يمر بين موظفيه ويشكرها على أدائها
ويهديها وحدها من ابتسامته ونظرته السلام
ليالي وايام سهرت مع القمر تعد النجوم
وتحكي لها عن حالها وما تشعر به اتجاهه
لم تصدق ان هدية السماء ربما حلت عليها الان
بدت مرتبكة ماذا تلبس وماذا تحمل بـ يدها
وكيف سـ تضع الروج
أحمر ام أسود او أزرق سـ يكون لون فستانها
تيشرت ملون ترتدي أم تيور
تسريحتها نظارتها خلخالها عباءتها عطرها
تريده ان يراها مثل حور العيون
ظلت بـ نفسها تردد
ياتُرى هل سـ يكون في صمت حديث العيون
أم سـ أبوح له بما في قلبي من عشق ٍ أكتمه
ظل كثيراً قابعا في القبور
أم هو من سـ يبدأ الكلام معي
بقيت في سهرتها تُراجع كتب دروس الحياة
حتى لا ترسب مثل المرة الماضية
عندما لم تنطق معها الحروف
وهي تعطيه بريد مناقصات الشركة
قررت ان يراها هذه المرة امرأة كاملة الأنوثة
كاملة التفكير متوازنة حتى لا يتجرأ أن يهاجم
مدنها البيضاء وتصبح ساذجة أمامه أو حتى غبية
صحيح انه من عائلة ارستقراطية التقاليد والعادات
الا ان قلبه كان دوما رقيقا نصير المستضعفين
لايهتم بـ تلك الخزعبلات الطبقية
والا لما نظر اليها ودعاها لـ الغداء
وهكذا نامت حالمة به مكملة حلم اليقظة
وتحت أهدابها المُغمضة نامت روحه معها
وهي تردد
اود ان أكون على طبيعتي بـ جنوني فقط
أقول ما أريد
وحين نسير معا على شاطئ البحر
سـ أدعه يداعب خصلات شعري
و يشعل فتيل رغبتي
بـ أن يمسك يدي و يضمني
ونخلع عنا ثوب الرسميات
أبلله بـ المياه لهوا
دون أن أتردد
دون أن أخاف من ردة فعله
أغفو على صدره دون أن تزعجني اوسمته
التي يحب دوما ان يتباهى بها كـ انه بطل خارق
يخلع عنه بذلته الرسمية التي تشعرني
بـ انني أمام نائب في البرلمان
ألمسه
وأشم رائحه جسده
دون أن تحجبها غالونات العطر الفرنسي
التي يضعها وتصل لـ آلاف الامتار
ثم يداعب شعري ويُشعرني بـ الحنان
ماهذا لقد علقت يداه بين الخصلات
ياه تمهل سيدي
لاتشدها انك تؤلمني وانت تنزعها
وبدأت تصرخ متألمة ,,,,,
كانت تلك امها توقظها من حلمها
لقد استغرقتي بـ نومة بعد العصر ,,
الا تعرفني انها مؤذية تغلك الشياطين بها
ياالهي فعلا استغرقت في النوم وقد حان الموعد
و بسرعة اختارت ملابسها
وبـ كامل اناقتها خرجت وسارت
حيث كان بـ أحد المطاعم ينتظرها
ارتدت ثوب كبريائها واتجهت نحوه بـ خطوات
جندي مُقبل على آخر معركة في تاريخه
بعدها إما أن يُقلد وساما
و إما أن يوارى الثرى
ومع انه كان دوما يحب خرق القوانين الشرعية
وفي حياته مر بـ كثير من المغامرات الشقية
الا انه بدا أمامها مرتبكا فرحا مبتسما
وأحيانا خجول
ربما لانه أحس انها مختلفة عمن سبقها
ممن عرفهم من النساء
مدت يدها لـ تُصافحه
وتقتنص بقايا من عِطره المثير
تتدثر به عندما الى البيت تعود
وهو كان منشغلا مع الجرسون يسأله ماالموجود
عاد ينظر اليها وهي غير مُصدقة انها امامه الان
فـ هي لم تكن تعطي أحداً اهتمام
من موظفين الشركة ولا اي قبول
وهذا مااعجبه بها
وهي ايضا تمنت أن تصرخ بـ وجهه الباسم بـ رقة
وهو يسألها عن أحوالها
" آآآه لو عَرفت السر ، سـ تُشفق علىَّ منكَ
هناك قلب مصلوب يتلو صلواته كل يوم
ان يمنحه الله وصل قلبك
آآآه لو وصلتك آهة واحدة منه وهو يحتضر
كُلما شعر بـ حاجتك
لـ انصهرَ فؤادكَ تضامناً وإشفاقاً
انسجم هو بـ عذوبة صوتها ولم يكن يسمع ماتقول
كانت عيناه تلومه وهى تهمس صِدقاً
أشعر ان روحها صادفته في مكان ما
ومع انها ثرثارة حد الموت
الا انها حافظت على رباطة جأشها وبدت أمامه
مُسلحة بـ اتيكيت الكلمات في كل نقاش
في السياسة و الاقتصاد و المال و الأعمال و الحب
كانت عندما يتكلم تشتهي فلسفته
التي لم تفهم منها شيئ
وتحب ابتسامته و هو يحدثها عن الجغرافيا التاريخ
عن هتلر و موسوليني
وعن العراق و تآمر الأنظمة العربية
وعن حصار غزة وهدم الاقصى وسفينة الحرية
وكل حين يستأذنها كي يسلم على صديق أوضيف
و كلما غاب عنها تستحلفُ بقايا عِطره القابعة
بـ حنايا كفها كي تبوح لها ان كانت قد شغلته بـ حبها
و يؤرقها ماذا بعد هذا اللقاء ,
هل من تفوز بـ قلبه
أم مثلها مثل اي فتاة دخلت تاريخة بُرهة كـ ضيفة
لما لايتكلم ,, ويفضفض عما بـ داخله نحوي
ويعود من جديد ويبتسم لها لـ تكمل غدائها
وتمسك الشوكة والسكين ,,وهي تستجيب
ومن داخلها تصعد آآآف ماهذا الروتين
كانت تشعر انها ليست هي " متصنعة
وفشلت دون أن تعرف بـ هذا الفشل
ثم يعود لـ يستقبل صديق جديد ويعرفه عليها
ويشير اليه
تمااام هذا الطلب يكون
وكانت المسكينة تضع كل شيء من يدها
وتقوم وتسلم وتهز براسها مع ابتسامة خفيفة
وهو يعرفهم على موظفته النبيهة
ماهذا ,, لا أجيد التمثيل
لما انا هنا ,, غداءُ ماذا دعاني اليه
ربااه ماهذه المصيبة التي أوقعت نفسي بها
لم يتكلم في شأننا ولم يُلمح
ايُ اعجاب بي اتخيله وهو لم يقل اي شيء عني
بل كل همه ابتسمي , وسلمي على فلان وفلان
لست انا المرأة التي تخرج من بحر بساطتها
لـ تدخل نهر تعقيداته
واتيكيت ادارته وغموض نواياه
انا سمكة تعودت على الماء المالح
ورغم أن مياهه العذبة تغريني ,, لكن
مايحصل شيء مريب ,, ماذا أفعل
هل أصارحه أم انتظر منه مبادرة
ربما اعتبرني مشوار عابر خاص
عاد وجلس بـ جانبها يقدم لها بـ يديه الطعام
ويشير اليها ان تضع فوطة كي لاتتسخ ثيابها
كُلي من هذا واشربي من ذاك انه طعام الاثرياء
ولكي مني هدية وضعتها في منزلي في الصحراء
سـ اُريكي اياه عندما تنتهي من الطعام
سـ اُكمل احتفالي بك مع ضيوفي في قصري هناك
قد بانت نوايااه
صرخت به امام الجميع الذين لزموا الصمت
ماهذا سيدي ,,, تخطيت الحدود والعادات
أتحسبني من الجياع أو العاهرات
لم يكن هذا مقرر بـ اللقاء
ابتسم ابتسامة صغيرة مع نفخة من السيجار
قاطعه أحد الضيوف الاصدقاء
هل أكثرت صديقتك الشرب
عادت وصرخت بـ أعلى صوتها
ماذا تقولون أيها المجانين
هل هذه هي حضارة عالمكم
تستعبدون وتشترون وتستهزئون في الناس
مخطأ ان اعتقدتني من اللواتي بـ قربك مخمورين
ولست مضطرة لـ التمثيل أمامك
لـ اظهر اميرة تتوجني في مستنقعات غرفك
وتحت الدهاليز في قاعات مغلقة
إنارتها لا تختلف عن الظلام
تذكرني بـ توابيت المصريين القدامى ومدافن البابليين
وكي يُبعد عنه دهشة الحضور وتغامزهم
قال من أنت يافتاة
ربما لستِ مبعوثة الشركة التي أنتظرها
آهااا لم تعد تعرفني الان
وقد فرشت لي ورودا ورياحين
كي احظى بـ لقاء خصصته لـ تنال ملذات نزواتك
اعرف انك لم تدعوني احتراما وحباً وتقديرا لـ عملي
بل لـ غاية سولتها لك نفسك التي لاتشبع
أعرف سـ تقول لي
عذرا أنا في انتظار امرأة أخرى
امرأة أنيقة بارعة في الحديث والاتيكيت
تفهم رغباتي بـ طرفة عين
وتقول شبيك لُبيك كلي بين يديك
و انااا سـ أقول لك عذرا
أنا أيضا كنت على موعد مع رجلا آخر
رجل ٍ " سيد الرجال "
صادقا بسيطا ومحترماً يخاف الله
لا يخطط لـ حياته بـ الورقة والقلم
ولا تملأها أرخص النساء
يحترم وجودي ويقدس حضوري
عذرا سيدي
يبدو والاكيد اني أخطات ايضا مثلك العنوان
ومضت لـ تخرج وكل العيون حولها تنظرها
آه كم يلزمني من العقل كي لا أجن من هذا اليوم
وآه كم يلزمني من الغفران كي أسامح نفسي
على الشقاء الذي تنعمتُ به معه
وآه كم يلزمني من الحقد كي أنسى حباً
لن يحسه من أحد بعد الآن
وخرجت حافية القدمين تجر حذائها العالي
الذي ضايقها بـ مشيتها البسيطة
تحمل قناعتها بـ انها انسانة شريفة
تحسن التدبير في الاوقات العصيبة
وتدوس على قلبها ان كان غايته اللهو والرزيله
حمدا لك ربي ان انقذتني منه
وعرفتُ نواياه قبل ان أقع في الخطيئة
آن لـ هذه الحفرة في قلبي أن تُردم
قبل ان أراها تمتلئ به يوماً بعد يوم وتسد تنفسي
وفي الصبااح وعلى باب الشركة
وجدت اعلانا كبير عنوانه
لـ سوء تصرفها بـ عملها تم طردهاا
حسنا ومن اليوم قررت
ان أضع مشاعر قلبي تحت قدميّ
ولن تكون أبداً حبيباُ في حياتي ,,,,

حرف
أحياناً ,, لا تَزيدنا الأسئلة
عن احساس من نحب بنا إلا وجع
,, والأسلم هُنا
ألا نبحث عن إجاباتها عندما لاتبدو ملامحها
لـ ندفنها بـ داخلنا كي لانتألم أكثر
عندما نُصدم بـ ما يُضمرون لنا
فـ ربما كنا نزوة في حياتهم
أو سحابة عابرة أمطرت صيفاً وانتهت
أو أنهم عقابٌ من الله على تقصيرنا في حقه
أو ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
" لـ تكن فينا قناعة
أن الله هو من يُقدر لنا مايشاء "

24 /11 /2012

لاأُسامح أمام الله يوم القيامة
من ينقل من همسي حرف
ويسجله بـ اسمه دون ذكر المصدر